Adel Boukhsara مدير منتدى القنطرة
عدد المساهمات : 2768 العمر : 31 المزاج: : عادي مكان الإقامة : القنطرة نقاط : 10392 تاريخ التسجيل : 16/10/2009
| موضوع: كثافة المنهاج ونقص التجهيزات التربوية من بين أسباب التسرب المدرسي الجمعة 12 ديسمبر 2014 - 15:59 | |
| كثافة المنهاج ونقص التجهيزات التربوية من بين أسباب التسرب المدرسي في الجزائرأصبح مؤخرا التسرب المدرسي يشكل مظهرا من مظاهر الهدر التربوي في الجزائر، بسبب الانقطاع عن الدراسة قبل إتمامها لسبب من الأسباب و في مرحلة دراسة معينة، حيت أثار هذا قلق الكثير من المربين و المثقفين و أجريت دراسات للبحث في الأسباب الحقيقية للعزوف عن مقاعد الدراسة واستبدالها بنشاطات أخرى وأدى هذا إلى زيادة معدل البطالة و انتشار الجهل وغير ذلك من المشاكل الاجتماعية . وهنا تطرح الإشكالية الآتية :فهل الرسوب ناتج عن ضعف الرغبة في التعلم، أم ضعف المستوى؟ ام هناك أسباب أخرى وراء ذلك ؟نعم لان هناك أسباب تربوية تساهم إلى حد كبير في انتشار ظاهرة التسرب المدرسي ألا وهي المناهج والبرامج التربوية المفروضة من طرف الوزارة حيث أصبحنا في وقت نولي أهمية للكم وليس الكيف، فالتلميذ يجد نفسه أمام برنامج مكثف بحجم ساعي يفوق طاقته الاستيعابية فتكون قابلية التعلم لديه ضعيفة ويؤدي هذا إلى تأثيرات سلبية خاصة على الناحية النفسية لهذا الأخير ، فالمناهج التربوية هي ذات صلة وثيقة بمعدل الدراسة وبهذا تتحكم بمعدل التسرب أولا لأنها لا تراعي الفروق الفردية و احتياجات التلاميذ وميولهم فيتم تعميم المنهاج على جميع الطلبة باختلاف سنهم و البيئة الاجتماعية التي ينتمون إليها ، كما انه يتم استعمال بعض المفرادات والمصطلحات العلمية الصعبة والتي لا تتناسب و مستوى التلاميذ خاصة في المرحلة الابتدائية ، ومن بين الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى زيادة التسرب أيضا افتقار الكتب الدراسية إلى أسلوب العرض الذي يتناسب مع التلميذ عمريا ونوعيا وخلوها من عوامل الجذب والتشويق وغلب عليها الطابع النظري حيث لا يجد التلميذ في محتواها ما يرتبط بحياته ومستقبله.كما أن استعمال منهجية و طريقة واحدة في التدريس من طرف الأساتذة تعد أهم عوامل النتائج الضعيفة التي يتحصل عليها التلميذ حاليا و يعود ذلك بالدرجة الأولى بنقص التجهيزات والمستلزمات التعليمية ، حيث لا يتم توفير الإمكانات المادية المتعلقة بالعملية التعليمية خاصة في حصص الأعمال التطبيقية والمواد التي تتطلب القيام بتجارب واقعية ، حيث يؤدي العجز عن توافر هذه العوامل إلى تأثيرات سلبية لجودة التحصيل الدراسي واستمرار الطالب في التعليم دون تسرب ويدخل ضمن هذا العنصر كثافة الفصول الدراسية نتيجة لقصور الإمكانات المادية بما يؤثر على المستوى تحصيل الطلبة ومتابعاتهم فيمهد لتسربهم.و بالتالي يتراكم عن هذا كله أثار سلبية عديدة منها وجود فئات من أبناء هذا الوطن لم يكتمل نضجهم الاجتماعي مما يجعلهم فريسة سهلة لمختلف الأمراض الاجتماعية من بينها قضايا الانحراف الأخلاقي و يقودهم هذا إلى اتجاهات سلبية عن قيم مجتمعهم وتهدر الطاقات البشرية التي تساعد على بناء هذا الوطن وتقدمه السلوكي و تنتشر الأمية فيتخلف المجتمع وتقل إنتاجيته بسبب التحاق المتسربين بسوق العمل في سن مبكرة ودون التكوين المناسب والملائم. الأستاذ المهدي سلطاني | |
|