بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أما بعد فهذه هي الحلقة الحادية عشر حول كيفية تربية الأطفال تربية إسلامية فبعدما تحدثنا أولا عن تعليم الطفل البسملة قبل تناول الطعام
وثانيا عن الحمد بعد الإنتهاء من الأكل
وثالثا عن الأكل باليمين في الطعام و سنة التيمن أي الأكل باليد اليمنى
و رابعا الأكل ما أمامه وعدم الأكل ما أمام الأكلة الآخرين
خامسا عن عدم الأكل من وسط الطعام بل حاشية الصحن أو القصعة أو الصحفة و سادسا عن عدم الحشو أثناء الأكل
و سابعا عن الأكل عند الحاجة والجوع ومع الجماعة أحسن
وثامنا عن عدم الأكل مما بين أيدي الآخرين
و تاسعا عن عدم ترك اللقمة إذا سقطت بل يزيل عنها الأذى ثم يأكلها و لا يدعها للشيطان
وعاشرا عن عدم ذكر عيوب الطعام و أن يأكل ما يشتهي ويترك ما يكره
فهذه الحلقة الحادية عشر نتناول ضرورة تعليم الأطعمة التي كان يحبها الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأكلها لأن فيها بركة و إتباع السنة و عبادة .
و هذا لأن شخصية الرسول شخصية عظيمة و أن الأشياء التي يشتهيها الرسول فيها منافع كثيرة ولكن ليس من السهل الوصول إلى هذه النتيجة إلا بقراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم على أطفالنا بشكل مبسط وجذاب ومثير و إبراز خاصة مكارم الأخلاق التي يتميز بها الرسول صلى الله عليه وسلم وعلينا في مسألة جعل أطفالنا يشتهون الأطعمة التي يحبها الرسول بأكلها بتلذذ أمامهم كأن نقول "ما ألذه ! ما أحلاه ! يا لي الروعة ! ياله من طعام ! " و ذكر محاسن الأطمعة وفوائدها التي تعود على الجسم كأن نقول هذا جيد للعضلات هذا فيه كالسيوم مفيد للعظام أو مفيد للقلب أو يزيد الذكاء للمخ وهكذا دواليك أي نكون من يقوم بالدعاية و الإشهار للأطعمة التي ثبت في السنة الشريفة أن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يحبها و يشتهيها من هذه الأطعمة التي يشتهيها رسول الله : القرع و الدليل على ذلك ما جاء في صحيح البخاري في كتاب الأطعمة :الحديث رقم 4960 حدثنا قتيبة عن مالك عن اسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول إن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه قال أنس فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته يتتبع الدباء من حوالي القصعة قال فلم أزل أحب الدباء من يومئذ" .
و الدباء هو اليقطين و القرع و نلاحظ أن أنس كان لا يعير إهتمام بالدباء اي القرع لكن حبا في رسول الله أصبح يحب الدباء لهذا علينا نحن أن نحب الدباء كمربين لأنه إذا نحن لم نقتنع بأن نشتهي القرع من المستحيل أن نوصل هذا الحب لأطفالنا و من بين الأشياء التي يجب أن نعرفها عن القرع أو اليقطين أنه مفيد جدا للشرايين و الأعصاب و يحارب البروستات و مفيد لعلاج أمراض الجهاز البولي و طرد الدود و هو منشط للثة و مكافح لأوجاع الأسنان و يلين المعدة و ينشط الكبد و غيره من الفوائد وعلينا قراءة الموسوعة العلمية أو البحث في الإنترنت عن منافع القرع فسوف نكتشف الكثير عن القرع أو اليقطين لهذا فأنا لي يقين أن العلم يجب أن يتبع سنة النبي صلى الله عليه و سلم و في تربيتنا لأطفالنا لا يجب أن نغفل أهمية تعليمهم و تربيتهم على حب الأطعمة التي يحبها الرسول لأنها ستنمي أجسامهم تنمية سليمة .
ومن بين الأطعمة التي يحبها الرسول صلى الله عليه وسلم لحم الكتف الغنم
والدليل على ذلك ما جاء في صحيح البخاري في كتاب الأطعمة
الحديث رقم 4988 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني جعفر بن عمرو بن أمية أن أباه عمرو بن أمية أخبره أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم يحتز من كتف شاة في يده فدعي إلى الصلاة فألقاها و السكين التي يحتز بها ثم قام فصلى و لم يتوضأ "
وهناك حديث آخر يدل على حب الرسول لكتف الشاة المطبوخة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه الحديث رواه البخاري رقم 3340 و مسلم رقم 194
طبعا علينا توجيه أطفالنا لحب لحم كتف الشاة المطبوخة لأن رسول الله يحبها
ولأن فيها منافع كثيرة و لحم الكتف تتميز بهشاشة وسهولة للهضم تصلح للأطفال و الشيوخ وغنية بالكالسيوم لأنها قريبة من لوحة الكتف وفيها بروتينات و لمن أراد المزيد من المعلومات عليه البحث لكن يبقى أننا علينا أن نجد طريقة ذكية حتى نربي أطفالنا على حب ما يحب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أن يأكله .
وكان النبي يحب العسل و الحلوى فعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء و العسل رواه البخاري تحت رقم 5431
ومسلم رقم 1474 .
لهذا لا يجب أن نحرم أبناءنا من العسل أو الحلوى فالعسل فيه شفاء كما هو مذكور في القرآن والحلوى لديها أيضا منافع إن أحسن اختيارها وعدم الإكثار منها .
ومن بين ما يحب أن يأكله الرسول التمر فعن عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم و لا سحر " وهذا حديث متفق عليه أي رواه مسلم والبخاري
وفي رواية لمسلم من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب الأشربة برقم 2047
فمن خلال الحديث علينا أن نحبب أطفالنا في حب أكل التمر لأنه غذاء كامل يحتوي على الفيتامينات و النشويات والبروتينات وغيرها من المواد المفيد للجسم
ولأن الرسول يحب التمر و بين لنا أنه مضاد للتسمم و البحوث العلمية الحديثة أثبتت ذلك وعلينا أن نقول أن عجوة المدينة المنورة من أحسن التمور في العالم وأننا إذا ذهبنا إلى عمرة أو حج أو ذهب أحد الأقارب أن نوصي بأن يأتينا بعجوة المدينة كما علينا أن نبرز قيمة التمر الغذائية لأطفالنا بشكل مبسط لأن سلامة الطعام فيه سلامة للبدن و سلامة حفظ المخ و العقل من أغذية ضارة .
كما أن حب النبي صلى الله عليه وسلم لتمر و اللبن ثابت في السنة النبوية والدليل على ذلك ما جاء في صحيح البخاري في كتاب الأطعمة ففي الوليمة لا يأمر الرسول إلا ما حسن و جيد و ما يحبه و يشتهيه في الحديث رقم 4968 يبرز حب الرسول للتمر و اللبن المجفف ورواية الحديث للبخاري جاء كالتالي : حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني حميد أنه سمع أنسا يقول قام النبي صلى الله عليه و سلم يبني بصفية فدعوت المسلمين إلى وليمته أمر بالأنطاع فبسطت فألقي عليها التمر و الأقط و السمن وقال عمرو عن أنس بنى بها النبي صلى الله عليه وسلم ثم صنع حيسا في نطع ".ومعنى الأقط : اللبن المجفف إذن مادام الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في الوليمة وجدنا الأقط فعلينا أن نربي أطفالنا على حب تناول اللبن المجفف وأن يحبوا أيضا الحيس و الحيس : طعام يتخذ من التمر و السمن و اللبن المجفف .ومن بين الأطعمة التي يشتهيها الرسول القثاء وهو ثمر شبيه بالخيار الدليل على ذلك ما جاء في صحيح البخاري في كتاب الأطعمة الحديث رقم 5027 حدثني إسماعيل بن عبد الله قال حدثني ابراهيم بن سعد عن أبيه قال سمعت عبد الله بن جعفر قال رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يأكل الرطب بالقثاء .لهذا علينا أن نعلم أطفالنا أكل القثاء .
لهذا علينا التعمق في معرفة الأطعمة التي يحبها الرسول ونوجه أبناءنا إلى أكلها وعلينا أن نأخذ حذرنا من الأحاديث الموضوعة و الضعيفة التي يريد أصحابها الربح المادي بإستغلال حب الناس للرسول لبيع أطعمتهم ولا نقع في هذا الفخ وإن كان في العمر بقية سوف نكتب يوما ما عن هذا الموضوع بعمق هذا ما وفقني الله في كتابته عن أصول التربية في الإسلام وبالخصوص في آداب الأكل إن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ونسأل الله الهداية و التوفيق و أطلب تصحيح أي خطأ في الفكرة أو الحديث أو الإملاء أو الأسلوب و تنبيهي ولكم الأجر و جزاكم الله خيرا مسبقا وأختم فأقول أللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه وإلى اللقاء إن شاء الله في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبراكاته واستودعكم الله أماناتكم ودينك وخواتيم أعمالكم.
السبت 11 يونيو 2016 - 5:10
