بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أما بعد فهذه هي الحلقة الثامنة عشر حول كيفية تربية الأطفال تربية إسلامية فبعدما تحدثنا أولا عن تعليم الطفل البسملة قبل تناول الطعام .
وثانيا عن الحمد بعد الإنتهاء من الأكل .
وثالثا عن الأكل باليمين في الطعام و سنة التيمن أي الأكل باليد اليمنى .
و رابعا الأكل ما أمامه وعدم الأكل ما أمام الأكلة الآخرين .
خامسا عن عدم الأكل من وسط الطعام بل حاشية الصحن أو القصعة أو الصحفة
و سادسا عن عدم الحشو أثناء الأكل .
و سابعا عن الأكل عند الحاجة والجوع ومع الجماعة أحسن .
وثامنا عن عدم الأكل مما بين أيدي الآخرين .
و تاسعا عن عدم ترك اللقمة إذا سقطت بل يزيل عنها الأذى ثم يأكلها و لا يدعها للشيطان .
وعاشرا عن عدم ذكر عيوب الطعام و أن يأكل ما يشتهي ويترك ما يكره
الحادي عشر عن ضرورة تعليم الأطعمة التي كان يحبها الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأكلها لأطفالنا الصغار .
و الثاني عشر عن الأطمعة التي لا يحبها الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأكلها أو يكرهها وأيضا الأطعمة المحرمة في ديننا الإسلام .
والثالثة عشر عن آداب الشرب وهو البسملة قبل الشرب.
و الرابعة عشر حول تعليم الطفل الحمد بعد الإنتهاء من الشرب و أشياء أخرى .
و الخامسة عشر حول تعليم الطفل المسلم عدم الشرب من ثلمة الإناء المكسور حتى لا يؤذي نفسه
والسادسة عشر تعليم الطفل عدم النفخ في الشراب من الأدب الذي دعت إليه السنة النبوية الشريفة .
و السابعة عشر تعليم الطفل الشرب على فترات .
وفي هذه الحلقة تعليم الطفل عدم الشرب في آنية الذهب و الفضة إن وجدت لأن ليس كل الأطفال آبائهم أثرياء لكن يجب على المربي المسلم حتى لو كان فقيرا أن ينبه أطفاله ولو نظريا بعدم الشرب فيها وعلى المربية المسلمة حتى لو كانت فقيرة أن تنبه أطفالها ولو نظريا بعدم الشرب في أواني الذهب أو الفضة لأن من الممكن أن يدخل طفل مسلم منزل أناس أثرياء أو من ملة أخرى تستعمل مثل هذه الأواني
فيكن حذرا فلا يستعملها لأن من مهمتنا هو تربية أطفالنا تربية إسلامية و المحافظة على عقيدتنا الإسلامية و ثقافتنا لأن عدم شرب في آنية من فضة أو ذهب من السنة النبوية الشريفة والحديث رقم 5201 يؤكد ذلك و روايته كالتالي :حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن الحكم عن أبي ليلى قال كان حذيفة بالمداين فاستسقى فأتاه دهقان بقدح فضة فرماه به فقال إني لم أرمه إلا أني نهيته فلم ينته و إن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن الحرير و الديباج و الشرب في آنية الذهب و الفضة وقال هم لهم في الدنيا وهي لكم في للآخرة " رواه البخاري . ومن خلال الحديث يتبين أن حذيفة كان في بلاد الفرس في زمن العزة و الفتوحات الإسلامية فصادف أن منح له قدح من فضة فرفض لأنه نظريا يعلم أن استعمال أواني الفضة و الذهب فيه نهي من الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أعظم مربي بين البشرية قاطبة .
لذا فإن تعليم الطفل عدم الشرب في آنية الذهب و الفضة هو لتعليمه عدم التكبر وبأن هناك دنيا و آخرة و هناك جنة وهناك خير الآخرة خير من خير الدنيا وأن هذا اتباع لأوامر الله و أوامر الرسول وأن من يفعل ذلك فهو يحترم السنة النبوية الشريفة و القرآن الكريم .
تعليم الطفل عدم الشرب في آنية الذهب و الفضة معناه تعليمه عدم الإسراف .
تعليم الطفل عدم الشرب في آنية الذهب و الفضة وهو تعليم الطفل عدم استعمال أواني غالية الثمن على حساب أشياء أكثر أهمية بأسعار زهيدة .
تعليم الطفل بأن عدم الشرب في آنية من ذهب أو فضة فيه صحة له وننصح إستعمال أواني من طين و سوف ترى حلاوة الماء الذي تشرب فيه .
تعليم الطفل أن عدم الشرب في آنية من ذهب أو فضة فيه أن لا يغتر بالشكليات وينسى اللب و الموضوع للشرب .
تعليم الطفل أن عدم الشرب في آنية من ذهب أو فضة فيه حكمة أن ذلك الذهب أولى أن يصرف في مشاريع اقتصادية تخدم الأمة و تحل مشاكل عديدة لهم .
تعليم الطفل أن عدم الشرب في آنية من ذهب أو فضة فيه غنى للنفس و نقاء للروح و ترفع عن متاع الدنيا الزائل .
تعليم الطفل أن عدم الشرب في آنية من ذهب أو فضة فيه تطبيق لسنة النبي الذي يحثنا على الجري وراء قصور الجنة في الآخرة ووضع الآخرة في قلوبنا و لا نضع الدنيا و زينتها في قلوبنا و أن نتبع خير الآخرة خير من مفاتن الدنيا الفانية
على حساب الفقراء و المحتاجين .
تعليم الطفل عدم الشرب في آنية الذهب و الفضة حتى لا يكون من أهل الغرور و العجب بالنفس لأن هناك من يستحم في حوض من ذهب ويصور نفسه فيه لتباهي و يأخذ صور تذكارية مغرورا بنفسه و الحمد لله أن ذلك ليس في بلاد المسلمين على الرغم من أن ذلك الحوض من ذهب يمكن أن يستغل في مشروع يعين مئات الفقراء و البطاليين و المحتاجين و المساكين وهناك ملاحظة أريد أن أضيفها هو أن أطفال المسلمين في بلاد غير إسلامية سواء كانت في أوروبا أو أمريكا قد يتعرض الطفل المسلم أن يجد آواني من فضة أو ذهب من مسؤولية الآباء المسلمين و الأمهات المسلمات تعليمه نظريا عدم الشرب في آنية الذهب و الفضة حتى ذلك في بلاد المسلمين و غير المسلمين .
هذا ما وفقني الله في كتابته عن أصول التربية في الإسلام وبالخصوص في آداب الشرب إن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ونسأل الله الهداية و التوفيق و أطلب تصحيح أي خطأ في الفكرة أو الحديث أو الإملاء أو الأسلوب و تنبيهي ولكم الأجر و جزاكم الله خيرا مسبقا وأختم فأقول أللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه وإلى اللقاء إن شاء الله في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبراكاته واستودعكم الله أماناتكم ودينك وخواتيم أعمالكم.