بول سيزان 1839 - 1906
ولد سيزان عام 1839 في بلدة اكس إن بروفانس بجنوب فرنسا، لوالد يتاجر بالقبعات ذو ثروة طائلة، فرغب والده أن يهتم سيزان بإدارة تجارته، لكنه أصر على الاتجاه للفن. بداية درس الحقوق إنفاذا لرغبة والده، لكنه عام 1860 هجرها للشعر والرسم، حتى جاء عام 1862 حيث سافر لباريس والتحق بالأكاديمية السويسرية للرسم .هو إمام الفن الحديث ولا شك وهو ما أطلقه عليه النقاد، كونه فتح الطريق بأعماله لمذاهب الفن المتعددة التي تتالت بعده، برغم أنهم عدوه في ذات الآن النموذج الفريد للفنان المفتقر للموهبة، لكنه عوّض ذلك بذكائه وفكره وممارسته الفن كعلم بدلا من ممارسته كفطرة..تعرف هناك على فنانين كثر مثل: زولا، وبيسارو، في فترة كان يرسم فيها باستمرار، إلا أنه فشل في الالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة، فعاد لمسقط رأسه، وعمل مع والده في التجارة مواصلا مراسلة صديقه زولا.كان يتخذ من الفنان ديلاكروا مثلا أعلى للرسم، واستخدم السكين بدلا عن الفرشاة في وضع الألوان، في لوحاته الأولى كان يبالغ في استخدام الأسود، الذي كان يبسطه بطبقات سميكة، ومواضيعه تتصف بعاطفة جامعة مقبضه، حتى وصفت بعض لوحاته بالسخف الشديد.في عام 1962 محاولا الالتحاق بمدرسة الفنون للمرة الـ 2 دون جدوى، فواصل تردده على الأكاديمية السويسرية حيث توطدت علاقته بالفنان بيسارو.ظل سيزان يلاقي الهجوم والانتقاد
لمدة 40 عاما، وسبق واشترك مرتين فقط في معارض التأثيريين الأولى عام 1874 في معرضهم الأول، وكان أكثر المنتَقدين، في عام 1877 اشترك في المعرض الثالث وقد برزت عبقريته، لكن لم يلتفت له أحد، فقد اكتشف اهتزازات مجموعة من الظلال، وتأثير الهواء الممتد بين عين المشاهد والمنظر الذي يتطلع إليه.
ثم انتقل لمرحلة أساس الفن التكعيبي الذي ازدهر في القرن العشرين إثر إهمال المضمون في لوحات الرسامين عام 1895 باع تاجر اللوحات فولار 150 لوحة لسيزان، وأعلن أنه سيدفع 150 فرنك فرنسي لكل لوحة له، فأخذ الناس يبحثون عن مقتنياته المهملة.توفي سيزان عام 1906 بعد 4 أيام من سقوطه مغشيا بسبب إعيائه من الرسم المتواصل تحت المطر.