للقنطرة حب ثقيل
قد أبحث عنه بين القرى
فلا أجد له مثيل
والله على ما أحس وكيل
اشتهي منها الكثير
الذي لا يعرف القليل
فشريط الذكريات الطويل
كل ما يتعاقب فيه جميل
من تسلق النخيل
والسباحة في الوادي
مع الهواء العليل
وسماع في مساجدها
القرآن يرتل بأبهى ترتيل
وهدوء في الغابات
لاتسمع فيه القال و القيل
كأنه حلم مستحيل
من الفرح الدمع له يسيل
يزينه مرآى الغدير
وسماع زقزقة العصافير
و ركوب الحمير
ورؤية الحمام وهو يطير
وسماع نغمات الهدير
ورجوع الراعي مع القطيع
وتدفق الماء مع الينابيع
للقنطرة حب ثقيل
قد يبدو في حدود المستحيل
لكنه واقع منيع
يدغدغ الربيع
أجمل من شمس الأصيل
عندما تغرب وراء البحر
ليأتي الليل البهيم
للقنطرة حب ثقيل
تغار منه المدن و التماثيل
لا يستخف به العاشقين
لبوابات الصحاري
المفتنون وهم مسافرين
إلى عمق البراري
تخفق قلوبهم
كأنها تكوى على النار
فالقنطرة بهية الأرياف
في الليل كما في النهار
للقنطرة حب ثقيل
ينافس كل عواطف المحبين
بلهث بأنفاس المتلهفين
مع عقارب الزمان
بإخلاص المخلصين
وصدق العاشقين
للقنطرة حب ثقيل
القلب له يميل
على بعد ألف ميل وميل
لايبتغي في حب القرى
عن القنطرة التحويل
وهذا ليس وهما ولا تهويل