بسم الله الرحمان الرحيم.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .
أللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري و أحلل عقدة من لساني وسدد خطاي في الحديث عن محبة الرسول ليفقه القراء ما أكتب .
أما بعد أواصل الحديث في سلسلة لماذا أحب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ؟ .
وفي هذه الحلقة الثالثة
سأواصل سلسلتي في الحديث عن حبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قيل في شأنه صلى الله عليه وسلم ً:
بلغ العلى بكماله كشف الدجى بجماله
حسنت جميع خصاله صلوا عليه وآله
ونتيجة هذه الخصال الحميدة أقول أني أحب رسول الله لأنه كريم .
فأنا أكره البخيل و أحب الرسول لأنه ليس بخيلا .
وأحب الرسول لأنه ليس شحيحا فأنا أحب الرسول لكرمه فرسولنا عرف بالكرم والجود وأنا أحترم أهل الجود و أقدر أهل الكرم و أحبهم .
وحبا في الرسول أريد أن أتبع سنته وخاصة خلق الكرم و أحب أن أكون كريما في حياتي قدر المستطاع أسوة بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لأن الله عز وجل في السورة الأحزاب الآية 21 قال :
"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً "
لهذا أحسن قدوة في الكرم هو رسول الله فانا سأحاول أن أكون كريم لأكن من الفائزين في اليوم الآخر .
وقد صدق الأزهري حين قال : محبة العبد لله ورسوله طاعته لهما وإتباعه أمرهما .
لهذا فأنا أحب الرسول صلى الله عليه وسلم و أرغب في أن أتبع سلوكه في الجود وأن أكون كريما مع الناس و في البيئة التي أعيش فيها .
لأن حب الرسول لا يتوقف عند معرفة أنه كريما بل تطبيق سنته الشريفة في حياتنا اليومية ومن بينها أن نذم الشح و البخل و أن نكرم الناس سواء كانوا أقارب أم أجانب في مدينة أقامتنا أو في السفر بالمال أو الطعام أو الكلمة الطيبة أو ببسمة أو بأي شيء يبين صفة الكرم .
ويجب أن نعترف أن كرم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم مضرب الأمثال ويستحق المحبة و التقدير و الإعجاب بل هو أكرم من حاتم الطائي ومن كل البشر وقد كان صلى الله عليه وسلم كما ورد في سيرته العطرة العظيمة أنه لا يرد سائلا كان من كان وهو واجد ما يمنحنه إياه وإن لم يجد ما يعطيه يطلب من صحابته الكرام العظماء إعطائه ما يسأل .
وقد ثبت في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أن رجلا سأله حلة جديدة جميلة كان يرتديها فدخل بيته فخلعها ثم خرج بها في يده و أعطاه إياها.
ولهذا الكرم العظيم أحب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لأنه رغم حاجته لا يبخل بل يجود بما عنده ويطبق الآية الكريمة رقم 09من سورة الحشر حيث يقول الله تعالى :
" ....ويؤثرون أنفسهم ولو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون "
ولهذا أنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يطبق القرآن بحذافيره حرفا حرفا وصدقت عائشة عندما قالت كان خلقه القرآن وهو حديث مرفوع وهو كالتالي: حدثنا المكي بن إبراهيم قال حدثنا سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام بن عامر قال : أتيت عائشة فقلت يا أم المؤمنين اخبريني بخلق رسول الله صلى اله عليه وسلم قالت:
" كان خلقه القرآن " رواه أحمد بن حنبل في مسنده وأبي داود في سننه و النسائي و ابن ماجة وغيرهم .وفي حديث آخر كان قرآنا يمشي على الأرض
وأنا أحب القرآن و أحب الرسول الأمين الذي أدى الأمانة بصدق و وصلنا القرآن كما نزل عليه و لم يتركه مجرد نظريات بل طبقه في الواقع لأنه كلام الله
وأنا أحب كلام الله و أحب رسول الله الذي طبق كلام الله في مسائل عديدة ومن بينها الكرم .كما صدقنا علماءنا حينما قالوا : العالم هو القائم بأمور الإسلام
أي أن العالم الذي يعرف كل الآيات التي تدعو مثلا إلى الكرم وكل الأحاديث التي تحث على الكرم ليس بعالم إن كان بخيلا بل الكريم هو العالم لأنه قام بصفة الكرم التي يدعو إليها الإسلام لأنه قام بالإنفاق من جيبه الخاص على المحتاجين فأصبح في عقيدتنا قائم بالإسلام وهو العالم كما قال العلماء وأهل العلم العارفين .
لهذا فأنا أحب الرسول لأنه كريم كرما لا مثيل له في تاريخ البشرية .
وأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأني وجدت في صحيح البخاري و مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :
" ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا على الإسلام إلا أعطاه . سأله رجل فأعطاه غنما بين جبلين فأتى الرجل قومه فقال لهم : يا قوم اسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقه "
من خلال الحديث أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد صدق الرجل عندما قال أن الرسول لا يخشى الفاقة أي لا يخشى الفقر و الحاجة ولهذا أنا أحب رسول الله لأنه لا يخشى الفاقة و المحن و أنا أريد أن أتبع نهجه وسلوكه القويم فإن الرسول رغم أنه لا تربطه صلة رحم و لا يعرف الرجل إلا أنه كان معه كريما كرما عجيبا وهو كما سبق أن قلنا مضرب الأمثال بل هو أول كريم عرفته الإنسانية ويحتل مرتبة الصدارة بين البشر جميعا في الكرم .
إن شخصية الرسول شخصية عظيمة جدا تستحق التقدير و الحب و الإتباع
للأحاديث النبوية الشريفة عن فضل الكرم وقبح البخل حتى أن الرسول كان يتعوذ من البخل لأنه صفة ذميمة ودليل ذلك ما يلي :
" كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول" اللهم إني أعوذ بك من الكسل والعجز والبخل " الراوي:زيد بن أرقم المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم:3572 خلاصة حكم المحدث:صحيح
ومادام الحديث صحيح وصححه الألباني فلهذا أنا أحب الرسول الكريم وأحب أن أكون من الذين يتعوذون من البخل ولهذا فالرسول صلى الله عليه وسلم يستحق التقدير و الحب .
هذا ما وقفني الله في الحديث عنه في هذه الحلقة و للحديث بقية عن كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلقة الرابعة وفي الختام أقول أللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا , و أرزقنا اجتنابه و أدعو القراء تنبيهي لأي خطأ إملائي و أي فكرة خاطئة ولكم مني كل الشكر و جزاكم الله خيرا مسبقا و جعلنا الله في خدمة الإسلام وأنتم معنا يا أيها القراء الكرام .
الأحد 26 يناير 2014 - 22:25
