Adel Boukhsara مدير منتدى القنطرة
عدد المساهمات : 2768 العمر : 31 المزاج: : عادي مكان الإقامة : القنطرة نقاط : 10398 تاريخ التسجيل : 16/10/2009
| موضوع: الفشل المدرسي بين مسؤولية الأولياء وواقع الحياة العائلية الجمعة 12 ديسمبر 2014 - 14:37 | |
| انتشرت مؤخرا وبشكل ملحوظ ظاهرة التسرب المدرسي في الجزائر و العالم العربي، فأصبح العزوف عن مقاعد الدراسة بالأمر العادي والروتيني للكثيرين و تختلف النسب من مجتمع لأخر ومن منطقة لأخرى و من مؤسسة تربوية إلى أخرى،كما أن نسبة وجود هذه الأخيرة هي التي تحدد درجة خطورتها في الواقع التربوي.
التسرب المدرسي هو هدر الطاقات و الكفاءات التي يتميز بها التلاميذ وفي شتى المجالات، ويؤثر سلبا على جميع نواحي المجتمع وبنائه، فيزيد من حجم الأمية والبطالة ويضعف البنية الاقتصادية الإنتاجية للمجتمع والفرد.
و تبقى أسباب هذا العزوف كثيرة ومتنوعة بتنوع ثقافات وذهنيات الأفراد فتندمج كلها وتتفاعل و تقودنا إلى الفشل في الدراسة وعدم الرغبة في الاستمرار في التعلم بشكل من الأشكال .
تتفاعل هذه المعوقات والحواجز وتتراكم مع بعضها تصاعديا فيتولد ما يسمى بعدم الاهتمام واللامبالاة عند التلميذ ، فربما يعود ذلك إلى التلميذ نفسه والى الأسرة أو للمدرسة في حد ذاتها و لكن من بين أبرزها العائلة والجو الأسري ونلخص ذلك في عدة نقاط أهمها :
-إجبار الأسرة التلميذ على ترك مقاعد الدراسة حيث تطلب من الذكور خاصة الالتحاق بسوق العمل محاولة منه مساعدة العائلة على تحمل نفقات العيش المختلفة .
-عدم وجود شخص داخل الأسرة يساعد التلميذ علي الدراسة وحل الواجبات والفروض داخل المنزل.
-عدم اهتمام بعض الأسر بالتعليم وانخفاض قيمته لدى الكثيرين حيث طغى على ذالك التفكير في الجانب المادي وكيفية كسب الثروة بسرعة كبيرة والتوجه إلى التجارة كحل لذلك.
-علاقة الأولياء بالأبناء حيث ينعدم الحوار بين كل منهما فهم يجهلون معنى الحوار والمناقشة لتقريب وجهات النظر بينهم ويعوضون ذلك باستعمال العنف والقوة والشجار المتواصل .
- العلاقة المتدهورة بين الزوجين تؤثر سلبا على المردود الدراسي للابن ، فشجار الأب والأم باستمرار وعلى مرأى ابنهم يشكل له عقدة نفسية و يدخله في دوامة من الحزن الشديد والتفكير العميق، إذ يجعله يتساءل لما هذا الشجار ؟ ما الفائدة منه ؟ يا ترى هل أمي على حق أم أبي ؟ وبالتالي يستهلك هذا الطفل طاقته الدماغية ووقته في التفكير والسعي للإجابة عن كل هذا وذاك فيبرز عدم اهتمامه بالدراسة وقلة تركيزه داخل القسم ثم يجد نفسه لا يقوى على مواصلة المسيرة ولا يمكن أن يتحمل تكاليف المدرسة من واجبات وفروض ودروس ليقرر في الأخير دفن نفسه في عالم الهروب من الواقع .
- الطلاق بين الزوجين أيضا لها أثار سلبية وجد خطيرة على المستقبل الدراسي للطفل و يدخله في حالة عدم الاستقرار النفسي والبدني ، فالطفل في هذه الفترة يحتاج إلى الأبوين معا إلى عطفهما و حنانهما ، إلى نصح كليهما والى اهتمام كل منهما به. لكن الواقع غير ذلك أبدا ، فيجد نفسه مع الأم أو الأب و يجبر على اختيار احدهما ليكمل بقية حياته معه ، الكن سرعان ما يصطدم بحياة متوترة و مضطربة فربما يجد نفسه مع زوج الأم أو زوجة الأب مع تصرفات أخرى و طريقة تعامل مختلفة جدا و كلنا يعرف ذلك ، الطفل والتلميذ هنا يعوض استعمال الطاقة والقدرات الهائلة التي يتمتع بها دماغه و وهبه الله سبحانه وتعالى إياها والتي من المفروض أن تستغل في الدراسة والتفوق باستخدامها في البحث عن هويته و من أنا ؟ ولماذا يحدث معي كل هذا ؟ من المسؤول ؟ فيتم تشويش تفكيره بالكامل و يتغلب عليه الرسائل السلبية والتي تكون من بين مثبطات التفوق الدراسي والقدرة على المراجعة الجيدة.
ومن خلال هذا نجد أن مسؤولية الآباء وواقع الحياة العائلية لها أثار سلبية على حاضر الطفل الدراسي ومستقبله و تؤدي به إلى الفشل والتخلي عن المدرسة و عدم رغبته في التعلم و بالتالي يعود إلى الأمية التي كان عليها قبل دخوله إلى المدرسة،
و ينتج عن ذلك كله أثارا لا حصر لها على مستقبله النفسي، والاجتماعي، و الاقتصادي.
المدرب المهدي سلطاني | |
|