وقفة مع ليلة الفاتح من نوفمبر
بقلمي الخاص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
لقد قدر الله للشعب الجزائري أن ينتفض ويثور على المستعمر الغاشم ، في شهر هو خير من ألف عام وفي ليلة هي خير من ألف شهر ، إنها ليلة الفاتح من نوفمبر المجيدة التي زلزلت أقطار الربع الجزائري ، والتي فيها يفرق كل أمرحكيم أمرا من عندنا ، والتي فيها تأذن رب العالمين ووعدنا بالنصر في كتابه العزيز حين قال
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) (الحج 39-40
عندها عقدت الخيل نواصيها بالنصر والقلوب تعلقت بالواحد الأحد ولسان حالها يقول : إما النصر أو الشهادة . فنادتهم ريح الجنة أن أقبلوا بشراكم اليوم بما عملتم . ليلة ظهر فيها الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ، وهي الليلة التي حملت برضيع اسمه النصر لمدة سبعة أعوام فلما أن جاءها المخاض أبت إلا أن تلده في الخامس من جويلية
فرحم الله شهداءنا الأبرار وأسكنهم فسيح جنانه وأخيم كلمتي هذه بما قاله شاعر الثورة الجزائرية في فضل هذه الليلة القدسية حين قال :
تأذن ربك ليلة قـــــــــــــــــدر
تأذن ربك ليلة قـــــــــــــــــدر *** وألـــقى الستار على ألف شهر
وقال له الشعب: أمــــرك ربي *** وقــــال له الرب: أمرك أمري
ودان القصاص فرنسا العجــــــــــوز بما اجترحت من خداع ومكر
ولعلع صوت الرصاص يدوي *** فعـــاف اليـــراع خرافات حبر
وتأبى المدافع صوغ الكــــــلا ***م إذا لــــم يكن من شواظ وجمر
وتأبى القنابل طبع الحـــــــرو *** ف إذا لــم تكن من سبائك حمر
وتأبى الصفائح نشر الصحـــــــــــائف ما لم تكن بالقرارات تسري
ويأبى الحديد استماع الحـــــــــــــديث إذا لم يكن من روائع شعري
نوفمبر غيرت مجرى الحيـــــــــــــاة وكنت نوفبر مطــــــــلع فجر
وذكرتنا في الجزائر بـــــــدرا *** نضاهي صحــابة بــــــــــــدر
شغلنا الورى ومـــلأنا الدنا
بشعر نرتـــــله كالـــصلاة
تسابيحه من حنــايا الجزائر