- نترك لك حرية بداية الحوار...
شكرا، أستغل هذه الفرصة لأوجه أسمى عبارات التهاني لفريقي السابق نصر
حسين داي عقب عودته لأندية النخبة، لقد فرحت كثيرا بذلك، وأتمنى أن يكوّنوا
فريقا قويا في الموسم المقبل، قصد إعادة الفريق إلى سالف أمجاده.
- كيف تقيّم مشوارك الاحترافي؟
لقد لعبت 10 سنوات كاملة في فرنسا، وخضت تجربة قصيرة بالبطولة
الأسكتلندية، وعلى العموم أنا راض عما قدمته، خاصة وأنني ألعب كمدافع،
مقارنة بالمهاجمين من الصعب على لاعب في منصبي أن يجد مكانا له في فريق
بأوروبا، وبالرغم من ذلك أعتقد بأن مشواري كان جيدا، ولو أن البداية كانت
سيئة بعد أن كادت الإصابة الخطيرة التي تعرضت لها على مستوى الركبة عندما
كنت ألعب في أجاكسيو، أن تضع حدا لمشواري الكروي، لقد كان الأمر صعبا
للغاية، ولكنني تسلحت بالإيمان والإرادة وعدت إلى المنافسة.
- هل تعتبر أن الموسم
المنقضي مع نادي نيم الأسوأ في مشوارك، بعد أن سقطتم
إلى القسم الوطني (الدرجة الثالثة)؟
لقد كان موسما صعبا وسيئا على كل المستويات، لقد بدأنا جيدا، وكانت
نيتنا لعب ورقة الصعود، كنا نملك تشكيلة قوية، ولكن في الميركاتو الشتوي
الماضي تحطمت كل أحلامنا بعد أن قامت الإدارة ببيع ركائز الفريق، واضطررنا
إلى اللعب بتشكيلة شابة، وهو ما جعلنا نخسر العديد من المباريات،
وتراجعت نتائجنا، وانتهى ذلك بالسقوط إلى القسم الأسفل.
- هل قررت الرحيل عن نيم، وأين ستكون وجهتك المقبلة؟
نعم سأغادر نيم، لست متحمسا للعب في الدرجة الثالثة، خاصة مع تقدمي في
السن، لقد لعبت 40 مباراة الموسم الماضي، وبإمكاني الاستمرار في الدرجة
الثانية على الأقل لأربع سنوات أخرى، حاليا أعمل على البحث عن فريق آخر،
هناك بعض وكلاء الأعمال الذين يدرسون الأمر، هناك فريقا تروا وماتز
اللذان أعجبا بسيرتي الذاتية، ولكن لا شيء رسمي لحد
الساعة، على العموم سأدرس انتقالي لفريق آخر بتأن رفقة
والدي الذي أستشيره في كل شيء.
- وهل ستبدأ التحضير للموسم الجديد رفقة نيم؟
لا أرغب في ذلك، فالفريق سيبدأ التحضيرات يوم 27 جوان المقبل، وأسعى
لأن أجد فريقا آخر قبل هذا الموعد، كي أبدأ الاستعداد معه، أنا حر من أي
التزام ولقد تحدثت مع رئيس الفريق، وأشعرته بأن لا يعتمد علي، وأن يبحث عن
مدافع آخر، أريد أن أكون نزيها مع مسؤولي نيم، الذي لعبت له 3
سنوات، وأسعى لأترك مكاني نظيفا، وأحافظ على سمعة اللاعب
الجزائري هناك.
- هل أنت متحمس للعودة إلى البطولة الجزائرية؟
كل شيء قضاء وقدر، لحد الساعة لم أتلق أي عرض
رسمي من أي فريق كان، ولكن في حالة وجود اتصالات
جادة من فريق يملك مشروعا طموحا سأدرس الأمر.
- كيف تقيم تجربتك مع المنتخب الوطني؟
تجربتي مع المنتخب لم تكن ملثما أردت، ولكنني مقتنع بأنني قمت بواجبي
تجاهه، لقد كنت دائم الحضور متى وجهت لي الدعوة، أنا الآن بعيد عنه، وأنهيت
مشواري الدولي، أتشرف بأنني قضيت أوقاتا رائعة مع المنتخب رفقة مدربين مثل
البلجيكي جورج ليكنس، مزياني ايغيل، والفرنسي جون ميشال كافالي،
ورابح سعدان.
- لكنك تأثرت كثيرا بعد أن تم إبعادك عن المنتخب منذ مارس 2009، أليس كذلك؟
بالطبع، ولكن أؤمن بالقضاء والقدر، كرة القدم فيها الكثير من
اللاعدالة، صحيح أن المدرب هو المسؤول عن خياراته، لكنني دائما أصر على قول
كلمة الحق، تأثرت كثيرا لإبعادي عن "الخضر"، خاصة وأنني كنت ألعب بانتظام
مع فريقي، كنت أنتظر دائما التفاتة من الطاقم الفني، ولكن الأمر
انتهى، وليس بوسعي ما أفعله.
- هل لا زلت مستاء من المدرب رابح سعدان؟
لا، إطلاقا، كل شيء أصبح من الماضي، لقد عبرت عن رأيي فيه بصراحة، ولم أتجاوز حدودي إطلاقا.
- كثيرا ما عبرت أيضا عن
استيائك لعدم ضم شقيقك خير الدين للمنتخب، هل تعتقد
بأنه لا يزال يستحق الفرصة؟
بالطبع، هناك العديد من اللاعبين الذين ينشطون في الدرجة الثانية وتم
ضمهم إلى المنتخب، لا أرى أي سبب مقنع لعدم توجيه الدعوة لشقيقي الذي يملك
إمكانيات معتبرة، بدليل أنه يلعب في أوروبا منذ عدة مواسم، كما أنه لعب في
كامل أصناف المنتخب الوطني، أقول فقط بأنه يستحق منحه الفرصة.
- ما تعليقك على الأزمة التي نشبت بين سعدان وزميلك السابق في المنتخب يزيد منصوري؟
الأمر كان مؤسفا للغاية، لقد تحسرت على كل ما قرأت في الصحف، خاصة وأن
الأمر تجاوز حدود الوطن بما أن تلك التصريحات صدرت عن مدرب كبير ومعروف،
وعن قائد سابق للمنتخب، كان عليهما أن يلتزما الصمت، حفاظا على سمعة
الجزائر، لقد سبق لي وأن تحدثت عن سعدان، ولكنني لم أتجاوز حدودي
أبدا، يجب أن يبقى الاحترام متبادلا بين الجميع، أتمنى
من كل قلبي أن يتسامحا، وأن يعقدا جلسة صلح، المهم
في كل هذا أن لا نسيء للجزائر بأي حال من الأحوال.
في رأيك، لماذا انهزم المنتخب الوطني بتلك النتيجة الثقيلة أمام المغرب؟
أعتقد أن المنتخب فقد روح المجموعة، وهو ما جعله منطقيا يفقد التوازن،
لقد تابعت اللقاء وصدمت لما حدث، فالفريق الذي انهزم أمام المغرب، هو نفسه
تقريبا الذي فرض التعادل على انجلترا في المونديال الماضي، المنتخب ليس
مكونا من 11 لاعبا فقط، وإنما من مجموعة، فالمنتخب الذي خاض التصفيات كان
يضم زعماء وركائز أساسية كانت تعتبر عماد المنتخب على غرار منصوري، صايفي،
بزاز، زاوي، قواوي، وهذا الأمر لا يوجد حاليا في المنتخب، الذي فقد توزانه
بغيابهم، المنتخب الحالي يفتقد لزعماء، وفقد روح المجموعة، هذا الوضع
يذكرني بمنتخب السنغال الذي خاض التصفيات المؤهلة لمونديال
2002، فقد كان نجاحه مرتبطا بوجود زعماء في التشكيلة
على غرار، فاديغا، سيسي وديوب، وهذا سمح لهم بأداء
مونديال في القمة.
أظن أننا أخطأنا عندما تخلينا بسرعة عن ركائز المنتخب وهو ما أدى إلى
تفككه تدريجيا، في اعتقادي أن أي لاعب حتى لو يفتقد للمنافسة، فإن وجوده
ضروري، وأذكر على سبيل المثال رفيق حليش، وهناك أيضا جمال عبدون، ووجودهما
ضروري في المنتخب .لقد ظهر جليا خلال مباراة المغرب أن منتخبنا كان بدون
روح، يجب أن نعترف أن المغاربة كانوا أحسن منا، و أكثر شراسة ورغبة في
الفوز، لقد تعرضوا الى صدمة قبل اللقاء بمغادرة اللاعب تعرابت، لكن مدربهم
المحنك عرف كيف يبعد لاعبيه عن الضغط ويحفزهم كي يفوزوا.
هل تعتقد أن بن شيخة يتحمل المسؤولية كاملة؟
لا، إطلاقا، بن شيخة مدرب طموح، ومتعطش دائما للفوز، لقد فعل كل شيء
لذلك، ليس هو من يلعب في الميدان حتى نحمله المسؤولية كاملة، هو محترف بأتم
معنى الكلمة، لقد صرح بعد اللقاء بأنه يتحمل كامل المسؤولية حتى لا يحافظ
على تماسك المجموعة ويحمي اللاعبين، أظن أن المسؤولية يتحملها
الجميع.
تحدث البعض عن نهاية صلاحية الجيل الحالي من اللاعبين في المنتخب فهل تشاطرهم الرأي؟
لا، أبدا، أكبر اللاعبين يبلغ 29 سنة، وهذا هو السن التي يوجد فيها
اللاعب في أوج عطائه، من الخطأ الاستغناء عن لاعبين مثل بوقرة، وزياني، يجب
الحفاظ على هذه المجموعة، ومساعدتها على النهوض من هذه الكبوة.
هناك من حمل زميلك في نيم مهدي مصطفى مسؤولية الهزيمة، ما تعليقك على ذلك؟
هذا خطأ، مهدي لا يتحمل المسؤولية لوحده، فالفريق كله كان غائبا، لقد
تحدثت معه، ورفعت من معنوياته، لقد تأثر كثيرا بما حدث ولكنه محترف ويحب
الجزائر، ومستعد للدفاع عن ألوانها، الهزيمة أمام المغرب كانت مجرد حادث
عابر، وأنا متأكد من أن مهدي سيعود أكثر قوة وصلابة.
بصراحة، وبحكم خبرتك في
أوروبا، ومع المنتخب، هل تعتقد بأن بإمكان اللاعبين أن
يتعمدوا الخسارة في مباراة ما؟
لا، أبدا، هذا أمر غير معقول، ومستحيل الحدوث، لقد
سمعت مثل هذه الإشاعات مؤخرا، لقد كنا أحسن من
المغاربة في مباراة الذهاب، وكانوا أفضل في مباراة
العودة واستحقوا الفوز.
هل تعتقد بأن هناك تكتلات في المنتخب بين المغتربين والمحليين؟
لا أعتقد، قد يشاهد البعض تجمع المحليين لوحدهم،
والمغتربين فيما بينهم، ولكن هذا لا يعني هذا وجود أي
تكتل، بالمقابل لا يمكنك ان تفرض على أي لاعب أن
يكون صديقا لآخر.
هل أنت مع فكرة انتداب مدرب
أجنبي للمنتخب على غرار خليلوزيتش الذي يبدو مرشحا لهذا
المنصب، وهل تؤيد تدعيم المنتخب بلاعبين محليين؟
في الجزائر، العديد من المدربين الأكفاء، وعلى رأسهم مزيان ايغيل،
ورشيد بوعراطة، لقد سبق وأن تعاملت معهما، واثبتا جدارتهما، وأما عن
خليلوزيتش فأظن أيضا بأنه مدرب كفء ومعروف، لقد فرض نفسه اسما بارزا، وحقق
العديد من النتائج، والقرار الأخير يعود للمسؤولين، وأما عن اللاعبين
المحليين، فأظن بأن كلا من مترف، جابو، حاج عيسى، سوداني يستحقون الفرصة،
لأنهم الأحسن حاليا في الجزائر، يجب مساعدتهم وعدم الحكم عليهم في مباراة
أو تربص، هناك أيضا زياية، لقد ظلمناه، ولم نمنحه حقه في إثبات نفسه، هو
يملك كل المواصفات لقيادة خط الهجوم، على مستوى حراس المرمى ليس لدينا
مشكلة لوجود حراس في المستوى على غرار مبولحي، دوخة، عسلة، غالم، فضلا عن
فوزي شاوشي، الذي أحترمه كثيرا، أظن بأنه ضحية محيطه الذي لم يساعده على
البروز، لا يجب أن نعقد من وضعيته، لأن المنتخب هو من سيخسر، علينا أن
نساعده ونمنحه الفرصة، عليه ألا ييأس، وأنا متأكد بأنه
سيعود أقوى وأفضل.
هل لازلت على اتصال بزملائك في المنتخب؟
بالطبع، أنا على علاقة جيدة بهم، رغم بعدي عن
المنتخب، أحتفظ بصداقة متينة مع بوقرة، صايفي، بزاز،
قواوي، بوزيد، بلحاج، زياني، جبور، عبدون الذي كنت أقتسم
معه نفس الغرفة عندما كنا في اجاكسيو.
هل أنت راض عن مشوارك الكروي؟
بالطبع، وأحمد الله على ذلك، لقد لعبت للعديد من
الأندية في الجزائر، وفي أوروبا، كما أنني أفتخر باللعب
للمنتخب الوطني، الجزائر منحتني كل شيء وأتمنى أن أرد
جميلها يوما ما.
وأستغل الفرصة عبر "الشروق"، كي أدعو كلا من فريقي نصر حسين داي ورائد
القبة، إلى عقد الصلح، لقد تابعت بأسف ما حدث بين أنصار الفريقين على هامش
مباراتهما في البطولة، وأتمنى أن تتحسن العلاقة بينهما، ويبتعدا عن
"الشوفينية".
وأستغل الفرصة أيضا لأوجه نداء للجماهير الكروية، أن
تبتعد عن العنف، وأن تتحلى بالروح الرياضية، وأن تقتدي
بالجماهير الأوروبية، الأمر يتعلق بكرة القدم فقط، ولا
يجب أن تخرج الأمور عن هذا الإطار.
الأحد 19 يونيو 2011 - 1:39
