كيفية تربية أطفالنا تربية إسلامية بسنة التيمن في الأكل

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أما بعد فهذه هي الحلقة الثالثة حول كيفية تربية الأطفال تربية إسلامية فبعدما تحدثنا عن تعليم الطفل البسملة قبل تناول الطعام و الحمد بعد الإنتهاء من الأكل نتناول في هذه الحلقة
من بين أهم ما يجب أن نركز عليه في الطعام بعد البسملة والحمد سنة التيمن أي الأكل باليد اليمنى :
3 ـ إذن السلوك الذي نربي عليه أطفالنا في آداب الأكل هو تعليم الطفل الأكل باليد اليمنى:
نعم إن من أهم ما يجب أن نعلم الطفل المسلم أو الطفلة المسلمة وجوب الأكل باليد اليمنى وأن نقول لهم أن هذه الطريقة في الأكل هي سنة من سنن رسول الله و دليل على محبة رسول الله الذي يحبه الله.
وعلى العبد الذي يعبد الله أن يتبع رسول الله ويطيعه لأن الله يقول في محكم تنزيله في الآية 20 سورة الأنفال:
"يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله و لا تولوا عنه و أنتم تسمعون "
ولأننا لا يجب أن نفضل الأكل باليد الشمال أي اليسرى ونقول أن الأكل باليد الشمال أي اليسرى أفضل من الأكل باليد اليمنى فهذا لا يجوز شرعا بل علينا أن نختار ما يختاره الرسول لأنه أعلم الناس و أفقه الناس جميعا و هو أعظم معلم في تاريخ البشرية ويعرف ماذا ينفعنا في الدنيا و الآخرة لهذا إذا قضى الله أو رسول الله أمر علينا إتباع ما قضى به الله و رسول الله و لا نختار أمور أخرى أو آراء أناس آخرين أو أهواء أشخاص مهما كانوا مشهورين بل نفضل ما قضى به الله و رسول الله لأن الله يقول في الآية 36 سورة الأحزاب :
"وما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله و رسوله فقد ضل ضلالا مبينا "
فمن خلال الآية الكريمة نفهم أن من الإيمان اختيار ما يختاره لنا الله ورسول الله لأنه لا توجد الخيرة إلا فيما يأمرنا به الله و رسول الله وهذا يوضح لنا أن من العصيان الأكل باليد اليسرى لأنه مخالف لسنة الرسول لأن القرآن يؤكد على ضرورة إتباع الرسول في أقواله و أفعاله و الأكل باليد اليمنى من أفعال الرسول فالله يقول في الآية 21 في سورة الأحزاب أيضا :
"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا "
فمن خلال الآية الكريمة نفهم أن الرسول أسوة لنا أي قدوة و نموذج يجب أن نتبعه في كل كبيرة وصغيرة إذا كنا نرجو من الله دخول الجنة يوم القيامة لهذا علينا تعليم سواء الطفلة المسلمة أو الطفل المسلم الأكل باليد اليمنى لأن الشيطان يأكل بيده الشمال أي اليسرى و
لأن النبي حث على ذلك فقد جاء في صحيح مسلم الحديث رقم 2020 في كتاب الأشربة باب آداب الطعام والشراب و أحكامهما :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير و زهير بن حرب وابن أبي عمر واللفظ لابن نمير قالوا حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن جده بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" ثم إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه و إذا شرب فليشرب بيمنه فإن الشيطان يأكل بشماله و يشرب بشماله " .
كما جاء في صحيح مسلم في كتاب الأشربة باب آداب الطعام و الشراب و أحكامهما الحديث رقم 2019 أيضا :حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل بالشمال ".
لهذا نرى من خلال الحدثين السابقين أن هذا التوجيه النبوي الشريف في الأكل باليمين واضح وضوح الشمس في عز الضحى و أمر يسير لا يتطلب كثيرا من الجهد و يرسخ لدى النشء كره الشيطان الذي هو عدو الإنسان وحب الإنتماء إلى عالم الخير .لأنه علينا ننهى أنفسنا عن الأكل بالشمال و نطبق و نأخذ ما أمرنا به رسول الله لأن الله تعالى في سورة الحشر الآية 07 يقول :
"وما أتاكم الرسول فخذوه و مانهاكم عنه فأنتهوا ".
كما أنه يجعل من مميزات المسلمين الأكل باليمين .كما أن إتباع السنة حلاوة لا تقدر بثمن وعلينا السمع و الطاعة وترك الجدال و العصيان حيث أن رسولنا دعانا إلى الأكل باليمين فمن الفلاح و الإيمان إجابة الرسول في ذلك بالسمع و الطاعة وعدم التهكم أو السخرية أو استبدال السنة بالبدعة و الضلالة بالأكل بالشمال لهذا الطفل المسلم المؤمن و الطفلة المسلمة المؤمنة عليها الأكل باليمين و أن يقول الطفل السمع و الطاعة والطفلة السمع و الطاعة لأن الله تعالى في سورة النور الآية 51 يقول :
"إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله و رسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا و أطعنا و أولئك هم المفلحون ".
والتيمن ايحاء بالخيرية وحب فعل الأعمال الصالحة لأن جزاء الإحسان هو الإحسان فعندما نكون من أهل الأكل باليمين فنحن من أهل السنة ومعناه أننا من أهل الجنة و قد أصبنا خير عظيم و فوز كبير ولكننا يجب أن نعلم أن الذي يأكل بالشمال أن طعامه أو شرابه ليس حرام لأن النهي عن الأكل بالشمال نهي أدب لا نهي تحريم لأن من الأدب الأكل باليمين و من الأدب النهي عن الأكل بالشمال والله أعلم و التمسك بسنة التيمن بالأكل باليمين فيه رفعة و أدب و حضارة وفضل عظيم و إرشاد إلى مقامات سامية في ملكوت السنة النبوية الشريفة وتوقير بسنة النبي ومن التقوى أيضا تقديس الشعائر لأن الله يقول في سورة الحج الآية 32 :
" ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب "
فمن خلال الآية الكريمة فإن الأكل باليمين تقديس لشعيرة من شعائر الإسلام لأن من شعار المسلمين الأكل باليمين و أن القلوب التي فيها التقوى و الورع لا تتهكم من اتباع السنة لأنه ثبت أن التيمن سنة و من بين الأمور التي وجدناها في التيمن :
1 ـ إن الأكل باليمين إتباع لتعاليم السنة النبوية الشريفة والصحيحة الواضحة .
2 ـ عندما نريد أن نكون أعداء للشيطان نبدي عداوتنا له بأن لا نأكل مثله إذن الأكل باليمين وعدم الأكل باليسار أي بالشمال إبداء الإنتماء إلى المؤمنين بالله ومن أحباب رسول الله و أنصار الإسلام كما أنه إظهار بأننا من أتباع رسول الله في أدق الأمور و منها الأكل و بأننا أعداء الشيطان ومادام يبدو أن راية الشيطان يسارية يعني بالأكل باليسار أي الشمال فنحن رايتنا يمينية يعني الأكل باليمين كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن علينا عصيان الشيطان وطاعة رسول الله وعلينا عدم طاعة الشيطان إذا وسوس لنا بالأكل بالشمال أي اليسار وعدم عصيان رسول الله إذا أمرنا بالأكل باليمين لأن طاعة رسول الله واجبة وعصيان رسول الله معصية إذن إذا أردنا أن نكون من أهل الإيمان بالله علينا ترك المعاصي و إتباع و طاعة رسول الله وتعليم أطفالنا سنة الرسول في الأكل باليمين لأن في الطاعة أجر و ثواب و جنة عرضها السموات و الأرض .
3 ـ حب رسول الله يتجسد في الأكل مثله فهذا التيمن في الأكل نمو و إزدياد لهذا الفيض العاطفي نحو الحبيب محمد صلى الله صلى الله عليه و تمتين لوشائج المحبة لرسول الله
لهذا يقول الله تعالى في سورة آل عمران الآية 31 :
" قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم "
من خلال الآية الكريمة يتضح أن حب النبي ليس نظريا و أجوف فقط بل يجب تجسيده تطبيقيا أيضا ويجب أن يتواجد في الواقع وليس في الخيال .
لأن التشدق بالنظريات دون تكريس هذه النظريات في الواقع اليومي لأمة محمد صلى الله عليه و سلم يعتبر غير منطقي و مجهود بدون ثمار .
4 ـ راحة جسم المؤمن في الأكل باليد اليمنى بإعتبار القلب يرتاح نفسيا لتطبيق سنة النبي لأن اليد اليمنى عندما تدرك وهي بصفتها من الجوارح أنها تطبق سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم سترتاح لأنها تأمل بتطبيق السنة أن يسهل الله هضم الطعام حيث تتفاعل اليد مع باقي الجوارح في الإحساس بالرعاية الإلهية في تطبيق السنة النبوية الشريفة هناك تناسق و يسر بمباركة اله لسنة التيمن .
5 ـ الأكل باليمين حركية تدخلنا الجنة إذا كانت نيتنا بهذا الجهد هو لله و إتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
6 ـ الأكل باليمين فيه شهادة من اليد اليمنى ونيل حسنة تكتب في صحيفة الأعمال الصالحة لأننا طبقنا تعاليم الإسلام التي جاء بها الرسول وطبقنا أوامر الله لأن يوم القيامة تشهد علينا اليد اليمنى بالخير وبإتباع سنة النبي لأننا لا يجب أن ننتظر أن تشهد علينا اليد اليمنى بالشر أو تتكلم عنا بالشر بل ننتظر أن تتحدث عنا بالخير و إتباع السنة وأيضا إذا كنا من أهل الإيمان سنجد أنها تشهد علينا بالخير و تتكلم بالخير عنا لأن الله يقول في سورة يس الآية 65 :" اليوم نختم على أفواههم و تكلمنا أيديهم و تشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ".
فنسأل الله أن تتكلم عنا أيدينا بالخير و إتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ونكسب الكثير من الحسنات يوم الحساب و يوم القيامة ونجد في صحيفة أعمالنا مكتوب من أتباع الرسول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأكل باليمين وإن شاء الله من محطمي الأرقام القياسية في ذلك لأن الأكل باليمين أمر بسيط لا يجب الجدال فيه أو تعقيده أو التكبر أو العجز عنه بدون مبرر شرعي كمرض أو غيره .
7 ـ إن الأكل باليمين تأكيد لسنة التيمن لأنه جاء في صحيح البخاري 1/74 برقم الحديث 166 عن عائشة رضي الله عنها قالت :
كان النبي صلى الله عليه و سلم يعجبه التيمن في تنعله و ترجله وطهوره وفي شأنه كله.
فمن خلال الحديث السابق يتبين أن التيمن ليس في الأكل فقط بل في لبس النعل ففي صحيح البخاري 5/2200 برقم 5517 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين و إذا نزع فليبدأ بالشمال لتكن اليمنى أولهما و آخرهما تنزع" ومن خلال الحديث يبدو جليا أن في لبس النعل سنة التيمن كما أن الترجل أي تمشيط الشعر من السنة أن يبدأ بجهة الرأس اليمنى و في دخول المسجد مثلا يدخل بالرجل اليمنى و الطهور أيضا فيه سنة التيمن حيث في الوضوء و الغسل نبدأ باليمين دائما والسواك و الاكتحال و تقليم الأظفار وقص الشارب ونتف الإبط و في أمور كثيرة إذن الأكل باليد اليمنى امتداد لسنة التيمن و تأكيد أنها شعار أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولأن سنة التيمن فيها تميز عن سائر الأمم الأخرى المعتنقة ملل و أديان أخرى غير الإسلام لهذا يزيدنا شرف أن سنة التيمن فيها مخالفة لأهل الشرك و الوثنية و الإلحاد وهذا أمر محمود وحتى أن القرآن يوحي دائما أن التيمن ميزة خاصة بأهل الخير و الإحسان و الإسلام و الإيمان ويوحي أن اليمين فيه خير ففي سورة الحاقة الآية 19 يقول الله تعالى :
"فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابية "
من خلال الآية نفهم أن الذي يقرأ كتابه الذي يحمله بيمينه أنه في حالة اطمئنان وفرح لأنه سيقرأ صحيفته مملوءة بالأعمال الصالحة ومن أعماله الصالحة طبعا سنة التيمن ومنها الأكل باليمين فمن سروره وبهجته يحب قراءة ما فعل من صالحات باقيات وتطبيق سنة الرسول حرفا حرفا ونرى هنا أن اليمين وحمل الكتاب باليمين يوحي بالخير و الصلاح و الفلاح و أن التيمن محمود في الدنيا و الآخرة لأن بعد هذه الآية في سورة الحاقة يقول الله عز وجل :
"وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه "
فمن خلال الآية الكريمة نرى أن الشمال يوحي بالحزن و العذاب و المرارة و العياذ بالله لأن من أوتي كتابه بالشمال لا يحب أن يقرأ السيئات بل يتمنى أنه لم يؤتى له بالكتاب لما فيه من عقاب و عذاب لأن الشمال يوحي بالشر واليمين بالخير ففي سورة الواقعة من الآية36 إلى الآية 38يقول الله تعالى :
فجعناهن أبكارا 36 عربا أترابا37 لأصحاب اليمين 38.
فمن خلال الثلاث آيات يبدو جليا أن اليمين يوحي بالخير و الفوز و النجاح فأهل اليمين هم أهل الجنة وجزائهم الحور الأبكار .
لهذا لا يجب أن نستهين بسنة التيمن و لايجب أن نكون من المتهكمين أو الساخرين بالأكل باليمين ففي صحيح مسلم في كتاب الأشربة باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما الحديث رقم 2021 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب عن عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه و سلم بشماله فقال له :كل بيمينك قال : لا استطيع ما منعه إلا الكبر فقال عليه الصلاة والسلام: لا استطعت فما رفعها إلى فيه .
فمن خلال الحديث يتبين خطورة مخالفة سنة الرسول حيث شلت يد الرجل الذي رفض الإمتثال لنصيحة الرسول و توجيهه ففقد القدرة على حمل الطعام إلى فمه وهذا يجعلنا نعطي أهمية كبيرة لمسألة الأكل باليداليمنى وعدم الإستهزاء أو التفلسف العقيم الذي يرى أن الأكل باليمين مجرد شكليات لهذا نعوذ بالله من البدعة ومن مخالفة سنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .
ومن خلال كل الآيات القرآنية السابقة وكل الأحاديث المذكورة أعلاه لا يجب أن نتخلى عن دعوة وتربية أبنائنا بالأكل باليد اليمنى خاصة بعد إطلاعنا لى حديث الرجل الذي شلت يده لأنه تكبر على سنة الرسول فخسر و خاب .
و إليكم الأحاديث التي تحث على الأكل باليمين وقد سبق ذكرها في الحلقة الأولى ونعيدها من باب التذكير لأن الذكرى تنفع المؤمنين وفي الإعادة إفادة ومن أجل التأكيد أن الأكل باليمين سنة مؤكدة و أن الحديث عنها متواتر و مادام كذلك علينا بل واجب علينا أن نطبق هذه السنة و تعليم أطفالنا سنة التيمن فقد جاء في صحيح مسلم في الحديث رقم 3767 ما يلي :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة و ابن أبي عمر جميعا عن سفيان قال أبو بكر حدثنا سفيان بن عيينة عن الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان سمعه من عمر بن أبي سلمة قال :
كنت في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي :
" يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك " .
وفي صحيح البخاري في كتاب الأطعمة تحت رقم 4957 وهو كما يلي :حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا سفيان قال الوليد بن كثير أخبرني أنه سمع وهب بن كيسان أنه سمع عمر ابن أبي سلمة يقول كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ياغلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك فما زالت تلك طعمتي بعد ".
وفي مسند أحمد بن حنبل في كتاب مسند المدنيين بالحديث رقم 15740وهوكما يلي :
حدثنا سفيان بن عيينة عن الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان عن عمر بن أبي سلمة قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم :
"يا غلام سم الله وكل بيمنك وكل مما يليك فما زالت تلك طعمتي بعد وكانت يدي تطيش " .
و في سنن ابن ماجة في كتاب الأطعمة في الحديث رقم 4957 وهو ما يلي :
حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا سفيان قال الوليد بن كثير أخبرني أنه سمع وهب بن كيسان أنه سمع عمر ابن أبي سلمة يقول كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ياغلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك فما زالت تلك طعمتي بعد" .
8 ـ كما أن سنة التيمن موجودة في الديانة المسيحية و اليهودية لكنني لا أريد التعرض لها لأنني اكتفي بالقرآن و السنة مادمت مسلم لأن أحاديث الرسول و آيات القرآن هما العلم الحقيقي و المرجع الصحيح لكن من الموضوعية القول أن الرسول قام بإيحاء سنة التيمن لأن رسالة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم هي نفس رسالة المسيح عليه السلام و هي نفس رسالة موسى عليه السلام وهي رسالة التوحيد ومعنى التوحيد هي إفراد الله بالعبادة و التقديس و بأنه هو الإله الواحد الأحد الفرد الصمد إله الناس وملك الناس و رب الناس
و لا معبود سواه ولهذا فرغم أن سنة التيمن كانت موجودة إلا أن نتيجة تحريف الناس
تلاشت وظهرت إلى الوجود بواسطة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فنحمد الله على ذلك.
9 ـ كما أن سنة التيمن ثبت وجودها العلماء المسلمين و غير المسلمين في البيولوجيا والفيزياء و الكيمياء وغيرها من العلوم لكنني أكتفي كما قلت بالقرآن و السنة لأهما هما العلم الحقيقي و على من يهمه التوسع في هذا المجال عليه بقراءة مثلا كتاب الأستاذ محمد عبد الصمد عنوانه الإعجاز العلمي في الإسلام – السنة النبوية أو يبحث ماذا كتب زغلول النجار أو الزنداني أو غيرهم في التيمن أو البحث في الإنترنت فسيجد ما يشفي غليله العلمي لكن يجب أن نضيف أن سنة التيمن كشف وجودها العلم العصري المتطور بآلات متقدمة و بدقة متناهية وهذا يزيدنا فخرا وعزة و لهذا نؤكد على ضرورة تعليم أطفالنا الأكل باليمين بدون سماع أقوال الحساد و الجهال و الساخرين و الملحدين و المضي قدما في تطبيق سنة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم بكل ثقة و ثبات لأن في ذلك عزة و حضارة و ثبات على الحق الذي هو أقوى شيء في الوجود.
هذا ما وفقني الله في كتابته عن أصول التربية في الإسلام وبالخصوص في آداب الأكل إن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ونسأل الله الهداية و التوفيق و أطلب تصحيح أي خطأ في الفكرة أو الحديث أو الإملاء أو الأسلوب و تنبيهي ولكم الأجر و جزاكم الله خيرا مسبقا وأختم فأقول أللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا إجتنابه وإلى اللقاء إن شاء الله في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبراكاته واستودعكم الله أماناتكم ودينك وخواتيم أعمالكم.
ملاحظة الرجاء البحث معي و إجابتي عن مصدر الحديث ومدى صحته الذي يقول: "أن الرسول لما رأى امرأة تأكل بشمالها قال : أخذها طاعون غزة وفعلاً بعد سنواتٍ مرت بـغزة وكانت فيها طاعون فماتت منه" ونسأل الله الذي يجيبنا عن هذا السؤال أن يدخله الله جنة الفردوس لكنا يكن أيضا كثير السجود و كثير النفع بالعلم وجزاه الله خيرا مسبقا

شكرا على الموضوع المهم والمميز جدا