2-الإعجاز النفسي:
بحيث يتولى القرآن على نفس القارئ والسامع و لو كثر الجمل لأن في القرآن ما يوصد الأبواب إجابة أو تفنيدا أو تصويبا لكل ما تقوم به النفس الشيء الذي جعل الكثير من المشركين عند نزول القرآن يتواصون فيما بينهم في عدم الاستماع للقرآن الكريم .
قال تعالى : " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ " ،وكم من صحابي جليل هدته آيات القرآن وأخرجته من ظلام الجاهلية إلى نور الإسلام فهذا عمر بن الخطاب يسلم عند سماعه آيات من سورة طه وكان الرسول "ص " يطلب من عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه القرآن فقال عبد الله أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ فقال "ص" :إني أحب أن اسمعه من غيري يقول ابن مسعود فقرأت عليه صورة النساء حتى بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال امسك فإذا عيناه تذرفان.
3- الإعجاز العلمي:
على الرغم من كون القرآن الكريم كتاب هداية وتشريع إلا أنه اشتمل على إشارات عديدة لحقائق علمية أكدها العلم الحديث نذكر منها: قال تعالى:" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سللة مِّنْ طين، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ،ثمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ".
فهذه الأدوار المختلفة التي يمر به الجنين لم يتوصل إليها العلم إلا حديثا وقال تعالى في آية أخرى:" فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء " .
فقد اثبت العلم أن الإنسان يشعر بالضيق كلما صعد في الطبقات السماء لأن الأكسجين يتناقص كلما ارتقينا إلى السماء وقال تعالى:" وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ "" وقال أيضا :" لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ "
وقال أيضا :" مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ "آية الرحمان" أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا" الدالة على بيضاوية شكل الأرض وقال أيضا :" أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ "
4-إخباره عن الأمم السابقة: منذ آدم عليه السلام وذلك ما نجده في قصص القرآن كقصة موسى وعيسى ويوسف وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام.
قال تعالى :" ِتلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ " و قال أيضا :" وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً " وقال في آية أخرى :" أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ "
5- إخباره عن وقائع مستقبلية ( غبية):
كتبشير المسلمين بفتح مكة قال الله تعالى :" لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لا تدخلن المسجد الحرام إن شاء الله أمنين محلفين رؤوسكم ومصري لا تخافون فعلم ما لم تعلموا وجعل من دون ذلك فتحا قريبا " سورة الفتح وكإخباره بانتصار الروم عن الفرس قبل وقوع الحرب بينهما بعدة سنين كما جاء في سورة الروم.
قال تعالى :"ألم ، غُلِبَتِ الرُّومُ، ِفي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ، فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ "
6-احتواء على الأحكام الشرعية المختلفة من عقيدة وعبادات ومعاملات وأخلاق.
7-بقاءه دون تحريف أو تزييف أو تغير كما أنزل على رسول الله "ص" إلى أن يرث الله ومن عليها.
قال تعالى :" إن نحن نزلنا الذكر وإن له لحافظون".
1-كيفية نزول القرآن الكريم:
نزلت الكتب السماوية السابقة دفعة واحدة أما القرآن الكريم فنزل عن الرسول "ص" عند بداية الرسالة بمكة واستمر نزوله إلى قبيل وفاته "ص" في المدينة فيما يقارب 23 سنة ومن ثمة كان من القرآن ما هو مكي نزل لتزكية النفوس وتطهيرها من الشرك والكفر وسيئ العادات وغرس العقيدة الصحيحة القائمة على توحيد الله والدعوة إلى مكارم الأخلاق ،والتذكير ليوم الآخر وما فيه من ثواب وعقاب ومنه ما مدني نزل بعد الهجرة تبدوا فيه سمة التشريع واضحة جلية بما فيها من تكاليف ففصلت الفرائض والعبادات والشعائر والحدود والمعاملات .....إلخ.
وقد نزل القرآن الكريم متجمعا ومفرقا طيلة مدة الرسالة قال تعالى :" وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً "
تثبت قلب النبي "ص" والترويج عليه وتهوين الشدائد والمحن.
فكلما ذاقت عليه الأرض واحتكم بالأمر بيه وبين المشركين المناهضين لدعوته أنسته ربه وخفق عنه بطريقة بطرق متعددة وأساليب مختلفة كإخباره بقصص الأنبياء والمرسلين وما لقوه من عناد أقوالهم ووعده بالنصر والتمكين لهذا الدين أو التخويف بعواقب الحزن من كفر الأعداء قال الله تعالى : " َكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ " .وقال جلا شأنه : " وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ "وقوله عز وجل : " سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ".
2-مسايرة الحوادث والمستجدات:
فكان ينزل من القرآن ما يساير حادث وما يطرأ من مستجدات فتارة يكون إجابة عن أسئلة السائلين لذلك قوله تعالى : " َيسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا "وقوله عز وجل : " َيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ "
وأحيانا بلغت نظرا المسلمين إلى ارتكبوه من أخطاء ومخالفات وبين لهم الطريق الصحيح قال تعالى: " وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ " وقال أيضا : " لقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ".
وأحيانا تأتي الآيات مجارية للوقائع منها قوله تعالى :" إنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ" النور" فأعلنت الآية براءة عائشة رضي الله عنها من فوق سبع سموات.
3-التدرج في تشريع الأحكام:
ومثال ذلك تحريم الخمر الذي تم وفق تدرج حكيم حسب المراحل الآتية:
م1:نزول، قوله تعالى :"وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً "
م2: نزول، قوله تعالى:" َيسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا "
م3: نزول قوله تعالى :"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ"
م4: وهي مرحلة حرمت فيها الخمر تحريما قطعيا بنزول، قوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
4-التدرج في تربية الأمة الإسلامية الناشئة علما وعملا:
وذلك للقضاء على الرذائل والمفاسد التي كانت منتشرة وإبدالها بالفصائل ومكارم الأخلاق.
5-تسهيل حفظه وفهمه بالنسبة للمسلمين:
لكونه نزل على أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب قال تعالى :"هو الذي بعث في الأمين رسول منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيه ويعلمهم الكتابة والحكمة فإن كانوا من قبل لقي ضلال مبين".
6-التلطف بالنبي "ص" عند نزول القرآن الكريم:
فإن للقرآن الكريم جلالا عظيما وهيبة وقد نزله الله عز وجل على نبيه "ص"منجما ) أي مفرق( رأفة به، قال الله تعالى :" إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ".وقد وصفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حال النبي "ص" حينما كان ينزل عليه القرآن فقالت :" ولقد رايته حين ينزل عليه القرآن في اليوم الشديد البرد وأن جبينه ليتصدق عرق".
المكي والمدني من القرآن:
اختلف العلماء في تحديد المقصود بالمكي والمني من القرآن فذهب رأي إلى ما نزل في مكة فهو مكي وما نزل في المدينة فهو مدني وذهب رأي ثاني إلى أن ما كان خطابا فيه موجها لأهل مكة وما كان الخطاب فيه موجها لأهل المدينة فهو مدني وذهب رأي ثالث إلى أن ما نزل بعد الوصول إلى المدينة بعد الهجرة قبل الوصول إلى المدينة فهو مكي وما نزل بعد الهجرة إلى المدينة فهو مدني حتى ولو نزل بمكة بعد ذلك وهذا هو الرأي الراجح لأنه يفض الإشكال الذي يمكن طرحه فيما نزل قبل الوصول إلى المدينة أي في طريق الهجرة أو ما نزل بعد الهجرة خارج المدينة أو في مكة ولكن كل منهما يكونان شيئا واحد وهو القرآن الكريم.
1-مميزات المكي والمدني:
للقرآن المكي والمدني مميزات نذكر منها:
أغلب الصور المكية تناولت الجانب العقائدي حيث دعت في معظمها إلى توحيد الله عز وجل وترك عبادة الأوثان والأصنام وتعطي وصف ليوم الدين والحشر والجنة ونعيمها والنار وعذابها كما تحث على مكارم الأخلاق كما ذكرت بقصص الأنبياء وما لاقوه من عناء وعناء من أقوامهم أما التشريع التفصيلي فيما يتعلق بالعبادات والمعاملات والأحوال الشخصية فمعظمهم جاءت في الصور المدنية أما في القرآن الكريم المكي فجاء قليلا.
كما اشتملت الصور المدنية على ما حصل في الغزوات والحث على الآداب الاجتماعية والفضائل الإنسانية.
الآيات والسور المكية في جملتها قصيرة أما المدنية فتقسم بالطول ونضرب مثالا: بسيطا على ذلك.
جزء المجادلة مدني وعدد آياته 137 آية أما جزء تبارك فهو مكي وعدد آياته 631 آية
وسورة الأنفال مدنية، عدد آياتها 75 بينما سورة الشعراء فمكية عدد آياتها 227 ( كلاهما حزب واحد).
خطاب الله سبحانه وتعالى للناس في السورة المكية كان غالبا بقوله : " يأيها الناس " بينما خطابه في القرآن المدني فالغالب فيه استعمال صيغة " يا أيها الذين آمنوا" وإن جاء استعمال عبارة " يا أيها الناس في بعض العبارات .
2-الفرق بين القرآن والحديث القدسي:
الحديث القدسي هو الكلام الذي أضافه الرسول (ص) إلى الله عز وجل فيما أوحي له من معنى.
لقد كان (ص) يلقي مواعظ على أصحابه يحكيها عن ربه عز وجل وهي ليست قرآنا ولا حديثا عاديا وإنما الرسول (ص) هو المحدث لها.
غير أنه يحرص على تصديرها بما يدل على نسبتها إلى الله عز وجل مثال على ذلك ماروي عن رضي الله عنه عن النبي (ص) فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى أنه قال :" يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته فيما بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديتهم فإستهدوني أهديكم ..." وما رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه عن النبي "ص" فيما يرويه عن ربه عز وجل قال :" إذا تقرب العبد مني شبرا تقربت منه ذراعا وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ،و إذا أتاني يمشي أتيته هروله" .ومما سبق الذكر الفروق الموجودة بين القرآن والحديث القدسي فيما يلي :
1-من حيث المصدر اللفظي لكل منهما : فالقرآن الكريم نزل من عند الله سبحانه وتعالى لفظ ومعنى بينما الأحاديث القدسية معناها من عند الله واللفظ من عند رسول الله "ص" .
2-عند التلفظ بهما : القرآن ينسب لفظه إلى الله عز وجل مباشرة فتقول " قال الله تعالى " أو قال "الله عز وجل " أما الأحاديث القدسية فتصدر بقوله ،قال رسول الله "ص" فيما يرويه عن ربه عز وجل أو قال الله عز وجل فيما يرويه عنه رسول "ص".
3-القرآن الكريم معجز من حيث اللفظ ومتحدي به :
أما الأحاديث القدسية غير معجزة ولا متحدي منها
4-القرآن الكريم قطعي الثبوت باتفاق المسلمين جميعا : منقول إلينا بالتواتر على مر العصور أما الأحاديث القدسية فحكمها حكم السنة فيها المتواطر وغير المتواطر والصحيح والضعيف.
5-القرآن الكريم بتعبد به وبتلاوته:
فلا تجوز الصلاة إلا به أما الأحاديث القدسية فلا يتعبد بها ولا تتلى في الصلاة.
3-أحكام القرآن الكريم:
أنواع الأحكام التي جاء بها القرآن الكريم ثلاثة:
1-الأحكام الإعتقادية :
وهي تلك الأحكام المتعلقة بالجانب الإعتقادي أي ما يجب على المكلف اعتقاد من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر...وقد جاءت آيات كثيرة تتضمن هذا الجانب نذكر منها قال تعالى :" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"
وقال جل شانه :" لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" وقال عز وجل :" إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ، َليْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ، َخافِضَةٌ رَّافِعَةٌ، إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً، وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً َفكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً " .
2-الأحكام الأخلاقية:
وهي تلك المتعلقة بالفضائل والصفات الحسنة التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم كالصبر والحياء والأمانة والوفاء بالعهد وكظم الغيظ وقد جاءت آيات كثيرة تتناول هذا الجانب نذكر منها قوله تعالى :" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" وقوله عز وجل "" وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ" وقال أيضا :" وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ "
3-الأحكام العملية: و تنقسم إلى قسمين:
أحكام العبادات من صلاة و زكاة وصوم وحج ونذر التي يقصدها تنظيم علاقة الإنسان بربه عز وجل وأحكام المعاملات من عقود وتصرفات وعقوبات وجنايات وغيرها ويقصد بها تنظيم علاقة المكلفين بعضهم البعض وتسمى في الاصطلاح الشرعي أحكام المعاملات أما في الاصطلاح في القانون المعاصر فقد تنوعت أحكام المعاملات بحسب ما تتعلق به أحكام الأسرة والأحكام المدنية والأحكام الجنائية والدولية والدستورية ....وإذا إستقرأنا آيات الأحكام في القرآن نجد أن أحكامه تفصيلية في العبادات وما يلحق بها من أحوال شخصية ومواريث لأن أكثر الأحكام من هذا النوع لا يتطور بتطور البيئات و المجتمعات أما ما عدا ذلك فقد جاءت أحكامه تتضمن قواعد عامة ومبادئ أساسية لا تفصيل فيها لأن هذه الأحكام تتطور بتطور البيئات وتغير المصالح والآيات التي تضمنت الأحكام العملية كثيرة منها قال الله تعالى :" وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ " وقال أيضا جلا شأنه : " وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً " .
وقوله تعالى :" الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ" .وقال أيضا :" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ" وقوله أيضا :" وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "وقوله أيضا :" وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا "
وقوله عز وجل :" وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً ".
4-بيان القرآن الكريم للأحكام:
بيان القرآن الكريم للأحكام جاء على ثلاثة أنواع :
1-بيان كلي:
حيث تأتي الآيات القرآنية بقواعد ومبادئ عامة تبني على أساسها الفروع نذكر منها:
أ-تحريم أكل مال الغير قال تعالى:" وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ".
ب-عدم مسؤولية الإنسان عن عمل غيره قال تعالى :" كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ".
ج-الوفاء بالالتزامات، قال تعالى :" َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ "
د-التيسير ورفع الجرح، قال تعالى:" لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَها ".
ه-الأمر بالشورى، قال تعالى :" وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ"
و-الأمر بالعدل والحكم به قال تعالى: " ِإنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ "
2-بيان إجمالي: حيث تذكر الأحكام بصورة مجملة تحتاج إلى تفصيل وبيان منها:
1-وجود الصلاة والزكاة قال تعالى :" وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ " فبينت السنة كيفية الصلاة وعدد الصلوات وأوقاتها وأحكام الزكاة ومقاديرها وأنصبتها .
2-وجوب الحج ،قال تعالى :" َولِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً" فبينت السنة أركان الحج وشروطه و واجباته قال "ص":"خذوا عني مناسككم "
3-وجوب القصاص ، قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى" فجاءت السنة وبينت شروط العقاب (القصاص ).
4-حل البيع وحرمة الربا، قال تعالى:" وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا" فجاءت السنة وفصلت البيع المباح والربا المحرمة.
3-بيان تفصيلي:
حيث نذكر الأحكام بصفة تقصيرية وعادة نجدها في الأحكام لا تتغير بتغير الزمان والمكان ولا بتطور الإنسان مثل الأحكام المتعلقة بالمطلقات والمحرمات من النساء وأنصبة الورثة. قال تعال :" حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً"